السبت، 3 يناير 2009

الكويتيين عنصريين!؟

عاجل- المتصهين "فؤاد الهاشم" يسخر من الأستاذة "إيمان البداح" حيث يقول هذا السفيه ما يلي: (( قالت زميلة لها ملامح الراحلة «أم عليوي» «إن الكويتيين الذين لا يريدون نسيان إساءات الفلسطينيين لهم خلال الغزو العراقي هم من السفهاء»!!..«مالت على البامية» و..«سليحط» و«تت.... ويعه»!! )) اليوم الأحد.


مقال مميز للكاتبة إيمان البداح- كاتبة عمود صحافي في صحيفة الجريدة الكويتية، يتكلم عن قيم قانونية كالمساواة واحتقار الآخرين وحقوق الإنسان بالكرامة وغيرها من القيم الهامة، وأنشره لتعم الفائدة بقراءتكم ومناقشتكم له، مع خالص شكري للشجاعة الكبيرة والتجرد العميق اللذان عبرت عنهما الكاتبة الفاضلة:


عنوان المقال: اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منّا


(( لطالما كنا كشعب عنصريين لأقصى درجات العنصرية. ولم نسم «يهود الخليج» جزافا، فقد عرفنا عربيا وخليجيا بأنانيتنا وتعالينا على بقية الشعوب لا بانجازاتنا وثقافتنا، بل بما أنعم الله علينا من نفط. وكأن هذا النفط قد جاء كمكافأة كوننا شعب الله المختار أو كأننا بذلنا مجهودا ما للحصول عليه والتمتع بنعمه.

وحتى عندما كان لنا مساهمات في دعم مشاريع تربوية أو إنسانية أو حتى اقتصادية لم تكن بمعظمها من باب المشاركة الإنسانية وإنما كانت «تكرما» أو «عن الحسد» أو «دفعة بلاء» نعود في الأزمات و«نعاير» الآخرين بها. ولا أود أن أقع في مطب التعميم ولكني أتحدث هنا عن الغالب وليس الكل وبالتحديد عن الموقف الرسمي مدعوما «بالشارع».

وجاء الغزو الصدامي ليعطينا مخرجا «شرعيا» لكل مشاعر الفوقية والأنانية والعنصرية. فقد أصبح لدينا عذر مقبول لنكره ونعادي ونحجب نعمنا عن إخواننا في العروبة والدين والتاريخ. فحاربنا «دول الضد» وكفرنا بالقومية وفقدنا كل أشكال التعاطف أو الارتباط الإنساني بكل ما هو عربي.

المقيت أن تتجسد هذه الحالة بمشاعر اللامبالاة والشماتة بفلسطينيي غزة وكأنما في معاناتهم انتقام لموقف بعضهم أثناء الغزو. ويحاول البعض تغليف هذه المشاعر بالعديد من الحجج منها مناهضة «حماس» أو رفض التورط في «قضايا داخلية». ولكن العامة لا تتكلف عناء تغليف هذه المشاعر بل تعبر عنها بكل صراحة وافتخار وكأنها دليل على الوطنية وحب الكويت.

ولن أدخل في التفاصيل السياسية أو المنطق وراء الحجج أو المبررات والمنطلقات لتلك المشاعر. ولكن يهمني مؤشراتها. عندما يشعر إنسان ما (أي إنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو فكره) بعدم الاكتراث لموت طفل فهذا مؤشر لاضطراب نفسي واضح. وعندما يشعر بالسعادة والتشفي لوفاة أي طفل (بغض النظر عن دينه أو عرقه أو فكره) فهذا دليل مرض نفسي مستعص. فمن أهم غرائز الإنسان هي التعاطف، وهي من الغرائز التي يحظى بها الإنسان الطبيعي منذ ولادته. فقط هم المجرمون والمرضى النفسيون لا يمكنهم التعاطف مع ألم أو حزن إنسان آخر.

وكيف لشخص يكره بهذه الدرجة أن يحب؟ لا يمكن لمن يفتقد الشفقة والتعاطف أن يحب حبا حقيقيا. ولا يمكن أن يكون في القلب الممتلئ بالحقد والرغبة في الانتقام مجال للعشق والجمال. لذا، فإن ادعاء الكره بسبب حب الوطن ادعاء باطل لا أساس له من الصحة. فمن يحب وطنه يسعى للسلام والأمن والاستقرار. وهذا لن يحدث إن ساد شرع الغاب وأنانية الحيوان.

والحمد لله على القلة القليلة التي ملأ الله قلبها بالحب وعقلها بالحكمة لترى أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن الناس جميعهم يولدون «أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء»... وأن «لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه» * دون أن تخص تلك الحقوق الكويتيين دون غيرهم.

الأهم أنهم واعون أن الأوطان تبنى بالحب والتسامح والإنسانية ... فعمر العنصرية قصير جدا كما علمنا التاريخ.

____________________________
* المادة الأولى والثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
)) انتهى

رابط للمقال: http://www.urgentkw.com/ArticleDetail.aspx?id=608

هناك 15 تعليقًا:

esTeKaNa يقول...

مقال قوي
رغم قسوته
!!
الجميع لا ينسى جرح الغزو
فقدان الأمن
ضياع البلد
وموت القريب دون ذنب!
تلك الجروح أثرت بقلوب الكويتين وهزت قلوبهم..يعتقد البعض ان مجرد نصرة اهل غزة هو تناسي لجروحهم وتاهل لوطنيتهم

بينما...التعاطف مع اهل غزه
وتلك القلوب المرتجفة
والاطفال المشردين
هو عقيدة اسلامية قبل كل شئ،فيفترض ان مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
!!
اهتمامنا وحزننا لهم
احساس انساني بالدرجة الاولى



شكرا لك اخي العزيز

ZooZ "3grbgr" يقول...

مقال حده قوي

العدالة الكويتية يقول...

إستكانة: بالفعل هو مقال قاس، مع حذف حرف العلة وترك الحركة دلالة عليه :) فالأدوية تتخفى فائدتها بطعم مر.

شكرا جزيلا.

زووز: فعلا مقال قوي، يدل على شخصية كاتبته القوية، وهكذا الحق دائما قوي، متى ما رزق سواعد قوية تذود عنه وتغامر من أجله.

شكرا جزيلا.

TruTh يقول...

بصراحة مقالة مميزة حيل

احيي كاتبة المقالة وانا معاها بكل اللي كتبته وبالأخص قضية الناس اللي مايهمهم موت الاطفال الابرياء

فظيعة هذي النوعية من البشر قلوبهم حجر عسى الله يشافيهم من قساوة القلب لأنها بنظري اصعب مرض بالدنيا

ومشكوووور اخوي العدالة على مشاركتنا بهالمقالة الانسانية جدا

العدالة الكويتية يقول...

تروث: شكرًا للمرور، وفعلاً هي نوعية عجيبة من "البشر"، إن صح اعتبارها كائنات بشرية!

نبارك تدشين المدونة، وهدى الله بني جلدتنا، ليكونو ذوي قلوب، فبعضهم لا يملكها الآن للأسف :(

Q8EL5AIR يقول...

بالضبط .. لاتزر وازرة وزر اخرى !!


ليش نقيس افعال الخاصة على العامة !!


ووقوفنا مع اهل غزة وحماس هو وقوف من اجل الاسلام ضد اليهود .. بغض النظر عن خلافاتنا معهم !!

انا واخوي على ولد عمي .. وانا وولد عمي على الغريب !!


وتحياتي اخوي ..

دايما متميز ببوستاتك .. يعطيك العافية :)

ويسلموااااااااااااااااا :)

العدالة الكويتية يقول...

شكرًا لإطرائك على مختاراتي،
وشكرًا لمرورك القيم،
وأتفق مع تقييمك للأمر،
فهي قضية تتجاوز خلافاتنا.

TruTh يقول...

انصدمت من التحديث اللي انته حاطه عن فؤاد الهاشم
بالله هذا اسلوب كاتب مثقف؟!
لا و يستهزأ بشكلها امبيه اسلوب واطي حيل و ما يلوق بكاتب يكتب في جريدة رسمية

عاد صج صج اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا!!

العدالة الكويتية يقول...

فعلا تروث
السخرية معيبة حقًا
ونشر "الوطن" لها معيب كذلك!

وصراخ "الهاشم" على قدر ألمه :)

اللهم آمين

أخبار الاتحاد يقول...

تم الرد على فؤاد الهاشم، والإشادة بإيمان البداح، في مقال أسامة الشاهين، المنشور بالرابط التالي:

http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=103761

وشكرًا للإحاطة والإفادة.

العدالة الكويتية يقول...

أخبار الاتحاد:

إضافة ورابط مفيدان،
والحمد لله رب العالمين.

ابوالوليد يقول...

منو يسمينا يهود الخليج؟

أكيد ناس حاقدين

وبالخارج لما نتعرف على أصدقاء يقولون عطيتونا صورة غير اللي نتوقعها عن الكويتيين

وهذا من قوة الاعلام العراقي خاصة بعد الغزو وتشويه سمعة الكويت وبالطبع ضعف اعلامنا وسفاراتنا بالخارج ساعد على انتشار هذه السمعة

العدالة الكويتية يقول...

# شكرًا لمرورك أبا الوليد، بالفعل دعاية النظام البعثي السابق ساهمت في تشويه صورتنا، ولكن علينا أن نعترف بأن تصرفات "بعض" الكويتيين تشوهها كذلك، وهم "السفهاء" الذي تكلمت عنهم أ. البداح في مقالها المنشور أعلاه.

# اليوم صادفت مقال جميل أيضًا للأستاذ القانوني مرضي العنزي، يتكلم فيه عن "بعض" الاستثناءات الذي شوهوا صورة الكويت: http://www.arrouiah.com/node/90918

# دور وزارة الإعلام ووزارة الخارجية والتعليم العالي - المبتعثين - مخجل في تحسين صورة الكويت، وترهل هذه الأجهزة جزء من حالة الترهل العامة في الكويت.

The Doctor يقول...

سلام

شكرا أخي على الموضوع الرائع وأخيــــــــــــــرا وجدت مقالا يعبر عن القليل القليل مما في جعبتي .. والشكر موصول لكاتبة المقال

عندي مداخلة بسيطة
عدد كبير من أهل الكويت معروفين بعنجهيتهم وتعاليهم (وللأسف الشر يعم)ولكنه تعال نابع من الاحساس بعقدة النقص فهم استيقظوا على الخير بعد سنوات عجاف من الفقر و الحاجة

تلك السنين العجاف ترسخت في جينات الإنسان الكويتي (موروثة) وبالتالي تجدهم بعد النفط متعالين يحقرون غيرهم من بني البشر.. كونهم ما زاولوا يعيشون في شبح فقرهم وعوزهم قبل النفط و ما زالوا غير مصدقين بالنعمة التي ما آلت إليهم إلا لاختبارهم

للأسف .. عندما أذهب لاي دولة أوروبية\عربية الكل يعتقد بأنني متعالية فقط لكوني كويتية .. وبعد ما يتمكنون من معرفتي جيدا يتكرر هذا التساؤل: هل حقا أنت كويتية ؟

لمــاذا؟ لأنني لا أحذو حذو الكويتيين في التعالي ! عموما معروف في علم النفس أن التعالي من غير سبب هو من دواعي عقدة النقص

ودمتم بود

العدالة الكويتية يقول...

شكرا دكتورة على المرور والتعليق بصراحة قد توجع البعض.

نعم هناك أمراض في المجتمع الكويتي ولعل احتقار الآخر/الوافد أكثرها انتشارا.

بالنماذج الطيبة - مثلكن ومثل الدعاة والمدربين الجماهيريين - تعتدل الصورة إن شاء الله.

نرفع شعارات "العدالة" و"المساواة" و"الديمقراطية" ثم نسقطها بأول اختبار!